قال: حبس شيخ لنا في محبس هؤلاء، يعني بني أمية؛ قال: فضيق عليه فبلغ ذلك الجهد منه؛ قال: فرأى في المنام عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فقال: يا روح الله، أما ترى ما أنا فيه من الضيق؟ قال: فاتكأ على يديه من خلفه.
ثم قال: قل: «لا إله إلا الله الحق المبين» .
قال: فقالها ففرج الله عنه وانطلق من يومه.
١٣٦ - سبب انطلاق أسير من دار الحرب بدعاء من دعا له فأجيبت الدعوة فيه.
قرأت في أصل يونس بن عبد الله رحمه الله: أخبرني أبي رحمه الله، قال: ثنا إسماعيل بن بدر، قال: أخبرني صاحب لي كان يطلب معنا العلم، قال: كنا نسمع يوما على إبراهيم بن محمد بن باز المعروف بابن القزاز، في غرفة له، والقارئ يقرأ عليه في كتابه، إذ صعدت امرأة عجوز إلينا، فوقفت في آخر الدرج مما يلي باب الغرفة، فسألته أن يعينها في فداء ابن لها مأسور في بلاد الحرب، فأمر لها الشيخ بكسرة خبز، وكان الضعف والمسبغة يبدو عليها.
ثم قال لها: انصرفي فسيطلق ابنك إن شاء الله بعد أن سألها عن اسمه فأخبرته به.
ثم قصد إبراهيم بن محمد بن باز، بعد تمام المجلس، إلى رجل فاضل، كان يسكن بناحية الرصافة، فأعلمه خبر المرأة وأفطر عنده، وباتا متهجدين، ودعا أحدهما وأمن الآخر، واجتهدا في الدعاء في ظلمة الليل.
قال: فلما كان إلى مدة شهر أو نحوه، كنا قعودا عنده في تلك