قحط الناس على عهد معاوية، فخرج يستسقي بهم، فلما صار إلى المصلى، قال معاوية لأبي مسلم: قد ترى ما داخل بالناس فادع الله.
قال: قال: أفعل على تقصيري.
فقام وعليه برنس فكشف البرنس عن رأسه.
ثم رفع يديه فقال:«اللهم، إنا منك بمنظر وقد ندبوني إليك فلا تخيبني» .
قال: فما انصرفوا حتى سقوا.
قال: فقال أبو مسلم: «اللهم إن معاوية أقامني مقام سمعة، فإن كان عندك خير لي فاقبضني إليك» .
وكان يوم الخميس فمات أبو مسلم يوم الخميس المقبل رحمه الله ورضي عنه.
١٥٢ - قصة من هذا المعنى لزياد بن عبد الرحمن الفقيه رحمه الله.
ذكر قاسم بن محمد في كتاب العباد من تأليفه: حدثني أبو محمد عبد الله بن زياد، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: اجتمع رأي العلماء والقضاء، وغيرهم من أهل الخير، في تقديم زياد بن عبد الرحمن للصلاة بالناس في الاستسقاء، وكانت العادة في ذلك الوقت، أن لا يقدم للصلاة في الاستسقاء إلا أفضل من علموا في وقتهم لا ينظروا إلى قاض في ذلك، ولا إلى صاحب صلاة، فبعث الأمير إليه بأمره بالخروج إلى الاستسقاء، فلما أن كان في يوم ثان خرج للاستسقاء، والصحو شامل، فقال لغلامه: