٢٨ - قرأت بخط أبي الوليد بن الفرضي رحمه الله: ثنا أبو حفص عمر بن محمد بن عراك الشيخ الفاضل، إملاء من حفظه وأنا سألته بالمدينة، عند مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الروضة بين القبر والمنبر، قال: حدثني أبو الفضل عبد المجيد بن مسكين المقرئ، قال: حدثني أبو علاثة الفارض، عن يونس بن عبد الأعلى، عن ابن وهب، عن الليث بن سعد، قال: حججت سنة ثلاث عشرة ومائة، وأنا حدث، فدخلت يوم الجمعة وقد كسفت الشمس هذا العصر، وكان بها ابن أبي مليكة وجماعة من الفقهاء، فقلت: ألا تصلون صلاة الكسوف؟ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلاها وأمر بها.
فتعجبوا من جراءتي؛ قالوا لي: إن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، وبعد الصبح حتى تطلع الشمس، والنهي منها يقطع الأمر.
ثم صعدت إلى جبل أبي قبيس لأخلو فيه وأدعو، فإذا بكهل قائم قد بسط يديه وهو يقول:«يا الله، يا الله» حتى انقطع نفسه؛ «يا رحمن، يا رحمن» حتى انقطع؛ «يا رحيم، يا رحيم» حتى انقطع نفسه؛ «يا أرحم الراحمين» حتى انقطع نفسه.
ثم قال:«اللهم، أنا جائع فأطعمني؛ اللهم، إني عريان فاكسني» .