الرحمن بن أحمد المهري، قال: سمعت أبا عبيد الله بن أخي بن وهب يقول: لما وضع الشافعي كتاب الرد على مالك بن أنس، اشتد على أهل مصر، واجتمعوا إلى السلطان وقالوا: أخرج عنا هذا الرجل الشافعي.
فأجابهم السلطان إلى ذلك، فبلغ ذلك الشافعي، فجمع الهاشميين والقرشيين، ومضى بهم إلى السلطان فكلموه في أمر الشافعي فأبى عليهم وقال: إن أهل البلد قد كرهوك وأخاف أن تفتن البلد علي، وقد أجلتك ثلاثة أيام، على أن تخرج من البلد.
فلما كان اليوم الثالث مات الوالي فجأة وكفى الله الشافعي أمره وأقام.
٦٣ - أخبرنا أبو محمد بن عتاب، عن أبيه: ثنا يونس بن عبد الله، قال: ثنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل الضراب، إجازة كتب بها من مصر، قال: ثنا محمد بن أحمد الذهلي، قال: ثنا موسى بن هارون، قال: سمعت مصعبا يحدث: عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، قال: أصبحنا ذات يوم، فقالت أمي لأبي: والله ما في بيتك شيء يأكله ذو كبد.
فقام فتوضأ ولبس ثيابه، ثم صلى في بيته، فالتفت إلى أمي فقالت: إن أباك ليس يزيد على ما ترى فاخرج.
فلبست ثيابي وخرجت، فخطر ببالي صديق لنا تمار، فجئت أريد حانوته، فلما قربت منه صاح بي إنسان، فإذا هو ذلك التمار فقال لي: