كان ابن وتاب يختلف الناس إليه لدراسة العلم، وكان رجليلا فاضلا مجاب الدعوة، وكان رجل سلطاني يضر الناس ويكثرون الشكاية عنده، فيدعو في كل مجلس عليه، فبلغ ذلك السلطاني فأتى إليه بحشمه فقال له: بلغني أنك تدعو علي وما علي من دعائك، فإنه لا يضرني ولا يهمني؛ فادع بما شئت.
فنظر إليه فقال: يكفيك الله.
فما كان إلا أيام يسيرة إذ أتى طالب من طلبته وهو في مجلسه فقال له: ما عندك خبر؟ فقال: وما هو؟ فقال: فلان السلطاني مذبوح مطروح في مربد بني فلان.
فقال لأصحابه: قوموا بنا إليه حتى نقف عليه.
قال: فنهض، فلما وصل إليه نظره، وأطرق ساعة، وقال شعرا يعنيه في الحال: