للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قربي، ولأقطعنه من وصلي؛ أيؤمل غيري للشدائد والشدائد بيدي، وأنا الحي القيوم، ويرجى غيري ويطرق بالبكرات، وبيدي مفاتيح الخزائن وبابي مفتوح لمن دعاني، من ذا الذي أملني لنائبة فقطعت به، أو من ذا الذي رجاني لعظيم فقطعت رجاءه، أو من ذا الذي طرق بابي فلم أفتحه له، جعلت آمال عبادي متصلة بي، ورجاءهم مذخورا عندي.

أفلم يثقوا بقولي؛ ألم يعلموا أن من حلت به نائبة من نوائبي، لا يملك أحد كشفها إلا بإذني، فما لي ألقاه لاهيا عني، أعطيه بجودي ما لم يسألني، ثم أنزعه منه فلا يسألني رده وهو يسأل غيري.

افتراني أبتدي بالعطية قبل المسألة؟ ثم أسأل فلا أجيب سائلي، أنا غاية الآمال، فكيف تنقطع الآمال دوني؟ أبخيل أنا فيبخل عبدي؟ أليس الدنيا والآخرة والكرم والفضل كله لي؟ فما يمنع المؤملين أن يؤملوني؛ لو جمعت أهل السموات والأرض، ثم أعطيت كل واحد منهم ما أعطيت الجميع، وبلغت كل واحد منهم أمله لم ينقص ذلك من ملكي عضو ذرة، وكيف ينقص ملك أنا قيمه؟ يا بؤسا للقانطين ويا بؤسا لمن عصاني؛ وتوثب على محارمي» .

قال: فثار الرجل صائحا وهو يقول: «رب أين أجدك أم أين لا أجدك، أنت لي رب قريب، وأنت لي غوث مجيب، أنزل عليك إذا نزلت، وأرحل إليك إذا رحلت، ربي إني قد أجبتك فأجبني واسمع ندائي في نداء المصوتين» .

قال: فلم يبرح ذلك الرجل حتى قضيت حاجته من حيث لا يحتسب، ثم لزم من يومه ذلك العبادة والتوكل والتعلق بالثقة بالله عز وجل إلى أن مات رحمه الله.

وقال عند ذلك بعض الحكماء:

<<  <   >  >>