للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ضَمِنْتُ لَكُمْ إِنْ لَمْ تُصَابُوا بِمُهْجَتِي ... بِأَنَّ سَمَاءَ الضُّرِّ عَنْكُمْ سَتُقْلِعُ

وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَنْبَسَةَ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ لِأَبَانَ، وَكَانَ نَازِلًا بِأَيْلَةَ، يَعِيبُ عَلَيْهِ نُزُولَهُ بِأَيْلَةَ وَتَرْكَهُ النُّزُولَ بِالْمَدِينَةِ:

[البحر الكامل]

أَتَرَكْتَ طَيْبَةَ رَغْبَةً عَنْ أَهْلِهَا ... وَنَزَلْتَ مُنْتَبِذًا بِدَيْرِ الْقُعْنُذِ

فَقَالَ أَبَانُ:

[البحر الكامل]

أُنْزِلْتُ أَرْضًا بُرُّهَا كَتُرَابِهَا ... وَالْفَقْرُ مَضْرَبُهُ بِقَصْرِ الْجُنْبِ

حَدَّثَنِي أَبُو غَسَّانَ قَالَ: أَصَابَ النَّاسَ مَرَضٌ بِالْمَدِينَةِ، فَخَرَجَتْ أَعْرَابِيَّةٌ بِوَلَدِهَا وَجَعَلَتْ تَقُولُ:

[البحر الرجز]

يَا رَبِّ بَاعِدْ عَنِّي مِنْ ضَرَارِ ... مِنْ مَسْجِدِ الرَّسُولِ ذِي الْمَنَارِ

قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ عَنْ مُحْرِزِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: وَفَدَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِي شِمْرٍ، فَأَكْرَمَهُ وَحَبَاهُ وَأَصَابَ عَيْشًا فَقَالَ:

[البحر البسيط]

يُغْدَى عَلَيَّ بِإِبْرِيقٍ وَمِسْمَعَةٍ ... إِنَّ الْحِجَازَ حَلِيفُ الْجُوعِ وَالْبُؤْسِ

قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عِمْرَانَ قَالَ: قَدِمَ لَبِيدٌ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَأَقَامَ بِهَا سَنَةً فِي بَنِي النَّضِيرِ، فَخَرَجَ كَأَنَّهُ نَصْلُ قَدَحٍ فَقَالَ لَهُ بَنُو جَعْفَرٍ: يَا لَبِيدُ، خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِنَا كَالْجَمَلِ الْحَجُونِ، وَرَجَعْتَ إِلَيْنَا كَالْقَدَحِ السَّفُونِ، فَأَنْشَأَ يَقُولُ:

[البحر الطويل]

يَقُولُ بَنُو أُمِّ الْبَنِينِ وَقَدْ بَدَا ... لَهُمْ زُورُ جَنْبِي مِنْ قَمِيصِي وَمِنْ جِلْدِي

دَفَعْنَاكَ فِي أَرْضِ الْحِجَازِ كَأَنَّمَا ... دَفَعْنَاكَ فَحْلًا فَوْقَهُ قَزَعُ اللِّبْدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>