للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرجال، وتسفك الدماء وتغصب الأموال، وقال: إني لن أقتل من لم يقاتلني، ولا أثب على من لا يثب علي، لا أشاتمكم ولا أتحرش بكم، ولا آخذ بالقرف ولا الظنة والتهمة، ولكن إن أبديتم صفحتكم لي، ونكثتم بيعتكم، وخالفتم إمامكم، فو الله الذي لا إله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي، ولو لم يكن لي منكم ناصر، أما إني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل (١).

٤ ـ كانت سياسة النعمان حكيمة لو نحى يزيد نحوها، وترسل في الأمر، ولكن لم يرضها يزيد لأن الأمر في نظره لا يعالج بالمواعظ، فالحسين - رضي الله عنه - لم يستجب لنصائح الصحابة والتابعين، فمن باب أولى أن لا يستجيب العامة من الشيعة، فعزل النعمان من الولاية، وعين بدله عبيد الله بن زياد، وكتب إليه: إن شيعتي من أهل الكوفة كتبوا إليّ يخبروني، أن ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع ليشق عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتى تأتي أهل الكوفة، فتطلب ابن عقيل


(١) انظر: تاريخ الطبري ٦/ ٢٧٧.

<<  <   >  >>