للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم عبارة المصنف غير سديدة: لأن التشبيه لشيخه بالحاكم الذي هو شيخ البيهقي لا لنفسه بالبيهقي، إذ لا فائدة في ذلك (١).

وقوله: تشبيهًا بالبيهقي يعني الحاكم صريح بذلك.

وكذا لا تدليس [بإيهام] (٢) الملاقاة، كقول من عاصر الزهري: قال الزهري: كذا، وقوله: حدثنا فلان بما وراء النهر، موهمًا نهر جيحون (٣)، والمراد نهر آخر بينه وبين شيخه، لأن المعاريض من محاسن الكلام، ولا كذب فيه (٤).


(١) يرى العلامة العبادي: أن العبارة سليمة لا غبار عليها إذ يجوز أن يشبه نفسه في الرواية عن الذهبي، بالبيهقي في الرواية عن الحاكم على وجه يستتبع تشبيه الذهبي بالحاكم، فيكون من فوائد هذا التشبيه تسمية الذهبي بأبي عبد الله، فاندفع الإشكال الذي أورده الشارح هنا على عبارة المصنف.
راجع: الآيات البينات: ٣/ ٢٧١.
(٢) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٣) جيحون: بالفتح، ثم سكون، وحاء، وواو، ونون، وهو وادي خراسان، وعليه مدينة اسمها جيحان، ويتصل بناحية السند، والهند، وكابل، وفي أوله عدة أنهار تجتمع، فيكون منها هذا النهر العظيم، ويمر بعدة بلاد حتى يصل إلى خوارزم.
راجع: معجم البلدان: ٢/ ١٩٦، ومراصد الاطلاع: ١/ ٣٦٥.
(٤) ويسمى هذا بتدليس البلدان، راجع: الإحكام للآمدي: ١/ ٢٧٤، وشرح العضد: ٢/ ٦٧، وتوضيح الأفكار: ١/ ٣٧٢، وتيسير التحرير: ٣/ ٥٦، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ١٦٥، وغاية الوصول: ص/ ١٠٤، وهمع الهوامع: ص/ ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>