للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كالتمليك (١)، والتوقيت (٢)، ودونها المقدرة مع أن (٣)، وإن، إذ ليس لها رتبة الظاهرة، ودونها الباء نحو: {جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [التوبة: ٨٢، ٩٥].

ودونها الفاء، ولم تكن صريحة لمجيئها لمجرد العطف من غير علة (٤)، وهي في كلام الشارع أقوى من كلام الراوي، والراوي الفقيه أولى من غيره.

وهذا ترتيب المصنف مشيًا على وفقه، وإن كان في بعضها خلاف، لأن الأمر في ذلك سهل لأن الكل مسالك صحيحة.

ومن الظاهر "إنَّ" المشددة (٥) نحو: {إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ}


(١) كقولك: وهبت لزيد دينارًا.
(٢) كقوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ} [الإسراء: ٧٨].
(٣) كقوله تعالى: {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ (١٣) أَنْ كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ (١٤)} [القلم: ١٣ - ١٤] أي لأن كان، وما جاء في قصة الزبير من قول الأنصاري لما خاصمه في شراج الحرة: "أن كان ابن عمتك" أي لأن كان، فالتعليل مستفاد من اللام المقدرة لا من أن.
راجع: الحديث صحيح البخاري: ٣/ ٢٣٢.
(٤) كقوله تعالى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} [القصص: ١٥]، {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ} [البقرة: ٣٧].
(٥) وهذا مذهب البيضاوى، والمصنف، وغيرهما، وذهب القاضي أبو يعلى، وأبو الخطاب، والآمدي، وابن الحاجب، وغيرهم إلى أنها من قسم الصريح، ونقل عن آخرين أنها من قسم الإيماء.
راجع: الإحكام للآمدي: ٤/ ٥٦، وروضة الناظر: ص/ ٢٩٧، وشرح العضد: ٢/ ٢٣٤، وشرح الكوكب المنير: ٤/ ١١٩ - ١٢٠، وتيسير التحرير: ٤/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>