للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[نوح: ٢٧] (١)، وإذ نحو: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ} [المائدة: ٢٠]، ومنه حروف تقدمت في بحث الحروف.

قوله: "الثالث الإيماء، وهو اقتران الوصف".

أقول: ثالث المسالك الإيماء، وإنما جعله مسلكًا مستقلًا، ولم يجعله من مراتب النص الغير الصريح تبعًا للإمام (٢).

والأولى ما فعله ابن الحاجب (٣) تبعًا للغزالي (٤) من عده قسمًا من النص الغير الصريح: لأنه مأخوذ من النص بلا استنباط واجتهاد، كما يظهر لك من الأمثلة التي نوردها (٥).

وقد عرف الإيماء: باقتران وصف بحكم لو لم يكن ذلك الوصف علة له لكان الشارع منزهًا عن إيراده، لعلو درجته عن الإتيان بما لا يناسب المقام.


(١) وكقوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: لمّا ألقى الروثة: "أما إنها رجس".
راجع: صحيح البخاري: ١/ ٤٩، ومسند أحمد: ١/ ٣٨٨، وعارضة الأحوذي: ١/ ٣٤، وقوله في الهرة: "إنها من الطوافين عليكم والطوافات".
وراجع: الموطأ ١/ ٢٣، وبذل المجهود: ١/ ١٩٦، وعارضة الأحوذي: ١/ ١٣٧، وسنن الدارقطني: ١/ ٧٠، والسنن الكبرى للبيهقي: ١/ ١٤٥.
(٢) راجع: المحصول: ٢/ ق/ ٢/ ١٩٧.
(٣) راجع: المختصر وشرحه للعضد: ٢/ ٢٣٤.
(٤) راجع: المستصفى: ٢/ ٢٩٢، والمنخول: ص/ ٣٤٣، وشفاء الغليل: ص/ ٢٧.
(٥) راجع هذا المسلك: اللمع: ص/ ٦٢، وروضة الناظر: ص/ ٢٩٧، والإحكام للآمدي: ٣/ ٥٧، واقتضاء الصراط المستقيم: ص/ ٥٦، ومختصر البعلي: ص/ ١٤٦، ومناهج العقول: ٣/ ٤٢، وفواتح الرحموت: ٢/ ٢٩٦، وتيسير التحرير: ٤/ ٣٩، وإرشاد الفحول: ص/ ٢١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>