للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال الوصف: الوقاع في قول الأعرابي: "واقعت أهلي في رمضان".

فقال في جوابه: "اعتق (١) رقبة" (٢)، فكأنه قال له: واقعت، فكفر.

وقد تقدم أن الفاء ظاهرة في العلية، إلا أنها مقدرة، فكانت من الإيماء.

فلو لم يحمل على العلية لخلا السؤال عن الجواب، وتأخر البيان عن وقت الحاجة.

ومثال النظير: قصة الخثعمية لما سألته: إن أبي أدركته الوفاة، وعليه فريضة الحج، فإن حججت عنه أينفعه؟

فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أرأيت لو كان على أبيك دين فقضيته أكان ينفعه ذلك؟ قالت: نعم، قال: فدين اللَّه أحق أن يقضى".

السؤال عن دين اللَّه، والجواب بدين الآدمي الذي هو نظير الوصف الواقع في السؤال، فقد نبه على أصل القياس الذي هو حق الآدمي، والفرع الذي هو حق اللَّه، والعلة المشتركة وهى نفع قضاء الدين مطلقًا.

قوله: "قيل: أو المستنبط".


(١) آخر الورقة (١٠٨/ ب من أ).
(٢) الحديث رواه البخاري، ومسلم، وأحمد، وأبو داود، والترمذي.
راجع: صحيح البخاري: ٣/ ٤٠، وصحيح مسلم: ٣/ ١٣٨ - ١٣٩، ومسند أحمد: ٢/ ٢٤١، وسنن أبي داود: ١/ ٥٥٧، وتحفة الأحوذي: ٣/ ٤١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>