للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العاقل: وفسره، بأنه ذو ملكة، وهي الهيئة الراسخة، كما سبق في تعريف الفقه يدرك بتلك المعلوم ما من شأنه أن يعلم وإلا فالعلم بالمعلوم محال، فالعقل على هذا هو تلك الملكة.

وقيل: هو نفس العلم، وقد نقل عن الشيخ الأشعري.

وقيل: هو الضروري منه.

وقيل: نور في بدن الإنسان مثله مثل الشمس في ملكوت الأرض. والحق: أنه مغاير للعلم، وهو قوة يدرك بها المغيبات، كما يدرك بالبصر المشاهدات، وإطلاقه على العلم تسامح، أو أريد به مصدر عقل يعقل عقلًا (١)، فإنه بمعنى العلم، والإدراك، وليس الكلام فيه، بل الكلام في تلك القوة المودعة التي لا تنفك عن الإنسان نومًا، ولا يقظة.

وشرطه: أن يكون فقيه النفس (٢)، أي: شديد التيقظ، والفطنة، فإن الاستنباط بدونه بعيد جدًا، إذ لا رتبة بعد النبوة وراء هذه الرتبة.


(١) راجع الخلاف في تعريف العقل: محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين: ص/ ١٥٠، ومعالم أصول الدين: ص/ ٢٢ - ٢٣، والمواقف للإيجي: ص/ ١٤٥ - ١٤٦، وتشنيف المسامع: ق (١٤١/ ب)، والغيث الهامع: ق (١٥٠/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٢٥ - ٤٢٦، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٣٨٢.
(٢) راجع شروط المجتهد: الرسالة للشافعي: ص/ ٥٠٩، والمستصفى: ٢/ ٣٥٠، والمحصول: ٢/ ق/ ٣/ ٣٠، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ٤٣٧، وكشف الأسرار: ٤/ ١٥، وحاشية السعد على ابن الحاجب: ٢/ ٢٩٠، وفتح الغفار: ٣/ ٣٤، والموافقات: ٤/ ٦٧، =

<<  <  ج: ص:  >  >>