للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذا العلم بشرط المتواتر، والآحاد، وامتياز الصحيح من الضعيف، ومعرفة الرواة ليعلم المقبول من المردود (١)، ويعول في ذلك على قول أئمة الحديث كالإمام أحمد، والبخاري، ومسلم، والدارقطني (٢)، وأبي داود لأن في زمننا يتعذر الوقوف على حالهم إلا بالواسطة، والمذكورون أولى من يقلد.

قوله: "ولا يشترط علم الكلام".

أقول: يريد ليس من شرط المجتهد في نفسه، ولا في إيقاع الاجتهاد معرفة علم الكلام، وهذا مأخوذ من كلام الغزالي (٣)، وهو مبني على جواز


(١) راجع: المحصول: ٢/ ق/ ٣/ ٣٣، ٣٥، وكشف الأسرار: ٤/ ١٥، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ٤٣٧، ٤٣٨، والمدخل إلى مذهب أحمد: ص/ ١٨٠ - ١٨١، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٣٨٤، ومختصر الطوفي: ص/ ١٧٤.
(٢) وهو علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسين البغدادي الدارقطني الإمام الحافظ الكبير شيخ الإِسلام حافظ الزمان إليه النهاية في معرفة الحديث، وعلومه، وكان يدعى فيه أمير المؤمنين، وكان إمامًا في القراءات والنحو، انتهى إليه علم الأثر، والمعرفة بالعلل، وأسماء الرجال مع الصدق والثقة، وحسن الاعتقاد، وله مصنفات كثيرة منها: السنن، والعلل والأفراد، والمختلف والمؤتلف، والمعرفة بمذاهب الفقهاء، والمعرفة بالأدب والشعر، وتوفي سنة (٣٨٥ هـ)، وقيل غير ذلك.
راجع: تأريخ بغداد: ١٢/ ٣٤، وفيات الأعيان: ١/ ٤٥٩، وطبقات القراء: ١/ ٥٥٨، وطبقات السبكي الكبرى: ٣/ ٤٦٢، وتذكرة الحفاظ: ٣/ ٩٩١، وطبقات الحفاظ: ص/ ٣٩٣.
(٣) قال الغزالي: "فأما الكلام، وتفاريع الفقه، فلا حاجة إليهما. . . نعم إنما يحصل منصب الاجتهاد في زماننا بممارسته، فهو طريق تحصيل الدربة في هذا الزمان، ولم يكن الطريق في زمن الصحابة ذلك" المستصفى: ٢/ ٣٥٣. =

<<  <  ج: ص:  >  >>