للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجواب: لا نسلم أنه لا يتصور التحريم إلا بالتفويض، بل ربما كان بدليل ظني اجتهادًا.

قالوا: لما أمر الناس بالحج سأله الأقرع بن حابس (١)، أكل عام؟

فقال: "لو قلت لوجب" (٢).


(١) هو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع من أشراف تميم وساداتهم شهد هو وعيينة بن حصن فتح مكة، وحنينًا والطائف مع النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهما من المؤلفة قلوبهم، وقد قدم الأقرع على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- مع وفد بني تميم، وهم الذين نادوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من وراء حجراته فنزل فيهم قوله سبحانه: {إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [الحجرات: ٤] وتوفي الأقرع رضي اللَّه عنه في معركة اليرموك شهيدًا في عشرة من بنيه.
راجع: الإصابة: ١/ ٥٨، والاستيعاب: ١/ ٩٦.
(٢) الحديث عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه قال: خطبنا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: "أيها الناس قد فرض اللَّه عليكم الحج فحجوا، فقال رجل: أكل عام يا رسول اللَّه؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. . ." الحديث رواه مسلم، وأحمد، والنسائي عن أبي هريرة، ولم يذكر فيه الأقرع ورواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والحاكم، والدارمي، عن ابن عباس مرفوعًا، مع بيان أن السائل الأقرع بن حابس، وروى معناه الترمذي، وابن ماجه عن علي مرفوعًا، وكذا روى ابن ماجه مثله عن أنس مرفوعًا.
راجع: صحيح مسلم: ٤/ ١٠٢، وشرح النووي عليه: ٩/ ١٠٠، ومسند أحمد: ١/ ٢٥٥، ٢٩١، ٢/ ٥٠٨، وسنن أبي داود: ١/ ٤٠٠، وتحفة الأحوذي: ٨/ ٤٢٠، وسنن النسائي: ٥/ ١١٠ - ١١١، وسنن ابن ماجه: ٢/ ٢٠٧ - ٢٠٨، وسنن الدارمي: ٢/ ٢٩، والمستدرك: ١/ ٤٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>