للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن قلت: إذا كان أشرف العلوم، فكيف طعن فيه السلف ومنعوا من الاشتغال به (١)؟


(١) قلت: قد وردت نصوص كثيرة عن التابعين، وأتباعهم، والأئمة الأربعة، بل من قبلهم الصحابة رضي اللَّه عنهم جميعًا.
وقد وردت آثار في النهي عن الجدل الذي يؤدي إلى ترك الحق وإثارة العداوة، والبغضاء إلا ما كان منه بالتي هي أحسن، وقصد من ورائه إظهار الحق لا غير.
وقد ألف الإمام الهروي كتابه (ذم الكلام) أورد فيه الآثار الواردة في ذم ذلك، وأقوال الصحابة، والتابعين، والأئمة وغيرهم، وقد لخصه السيوطي في كتابه (صون المنطق والكلام عن فن المنطق والكلام).
وإليك بعض أقوال الأئمة الأربعة رحمهم اللَّه باعتبارهم جاؤوا بعد تدوين، وظهور علم الكلام.
قال نوح الجامع: قلت لأبي حنيفة: ما تقول فيما أحدث الناس من الكلام في الأعراض، والأجسام؟ فقال: مقالات الفلاسفة، عليك بالأثر وطريقة السلف. وإياك وكل محدثة فإنها بدعة.
وقال أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
وقال مالك: "لا تجوز شهادة أهل البدع، والأهواء - يعني أهل الكلام".
وقال الشافعي: "ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح، ورأى في أصحاب الكلام أن يضربوا بالجريد، وأن ينادى عليهم في العشائر: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة، واشتغل في علم الأوائل".
وأما الإمام أحمد فقد كان شديد الكراهية للكلام، والرأي، وقد ذكر كلامه فى مناقبه.
راجع: مناقب الإمام أحمد: ص/ ١٧٧ وما بعدها، ونقض المنطق لابن تيمية: ص/ ١٢ - ١٣، وصوت المنطق للسيوطي: ص/ ٣٣، ٥٩ - ٦٧، وهمع الهوامع: ص/ ٤٤١، ومناقب الشافعي لابن أبي حاتم: ص/ ١٨٢ - ١٨٧، ومجموع فتاوى شيخ الإسلام: ٤/ ١٤، ١٥، ٥/ ٢٢، ١٢٠، ٢٦١، والدرر اللوامع لابن أبي شريف: ق (٢٧٣/ ب - ٢٧٤/ أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>