للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: ذلك محمول على ما إذا أراد به التعصب، وإفساد عقائد المسترشدين، أو ترجيحًا لما يقوله أهل الضلال (١)، وإلا ما يقوي الإيمان، ويزيح عنه شبه المبطلين، لا يخفى حسنه في الدين، كيف وتعلمه معدود من فروض الكفاية، وقد دون في كتب الفروع أنه من فروض الكفاية.

وعن الشيخ الأشعري أن إيمان المقلد لا يصح، ولما كان بظاهره يستلزم عدم صحة إيمان العوام، الذين ليسوا بقادرين على] (٢) الاستدلال دفعه القشيري (٣)، بأن هذا لم يصح نقله عن الشيخ (٤).


(١) وقد حمل ذم الشافعي للكلام، وأهله على ما ذكره الشارح.
راجع: تشنيف المسامع: ق (١٤٧/ ب)، والغيث الهامع: ق (١٥٧/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٤١.
(٢) إلى هنا ينتهي السقط من (ب) المشار إليه في ص/ ١٤٧.
(٣) هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك النيسابوري الشافعي الملقب بزين الإسلام قال ابن السبكي: "كان فقيهًا، بارعًا، أصوليًا محققًا، متكلمًا سنيًا، محدثًا، حافظًا، مفسرًا، متقنًا، نحويًا لغويًا، أديبًا" أشهر مؤلفاته: التفسير الكبير، والرسالة، والتحبير في التذكير، ولطائف الإشارات، وغيرها توفي سنة (٤٦٥ هـ).
راجع: المنتظم: ٨/ ٢٨٠، وإنباه الرواة: ٢/ ١٩٣، ووفيات الأعيان: ٢/ ٣٧٥، وطبقات ابن السبكي: ٥/ ١٥٣، وطبقات المفسرين للداودي: ١/ ٣٣٨، وشذرات الذهب: ٣/ ٣١٩.
(٤) قال العراقي ولي الدين: "وأنكره أبو القاسم القشيري وقال: هذا كذب وزور من تدليس الكرامية على العوام، فإنهم يقولون: الإيمان الإقرار المجرد، وعند الأشعري: الإيمان هو التصديق، والظن بحميع عوام المسلمين أنهم يصدقون اللَّه تعالى في أخباره، فأما ما تنطوي عليه العقائد فاللَّه أعلم به" الغيث الهامع: ق (١٥٧/ ب - ١٥٨/ أ).
وراجع: تشنيف المسامع: ق (١٤٨/ أ)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>