للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كانت الأعمال بالنيات (١)، وقريبًا كل [ما هو] (٢) آت، نويت به الثواب يوم النشور لا الثناء في دار الغرور، والله يتولى السرائر، وهو أعلم بالضمائر، وبالله أعتصم، عليه اعتمادي ضارعًا متوكلًا.

قوله: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ نحمدك (٣) إلى آخره".

أقول: اختار الجملة المضارعية على غيرها؛ لإرادة الاستمرار التجددي باستعانة المقام (٤)، كقول الشاعر:

بعثوا إليَّ عريفَهم يتوسَّم (٥)


(١) اقتباس من حديث رواه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه".
راجع: صحيح البخارى: ١/ ٢٢، وصحيح مسلم: ٦/ ٤٨، وسنن أبي داود: ١/ ٥١٠، وتحفة الأحوذي: ٥/ ٢٨٣، وسنن النسائي: ١/ ٥٨، وسنن ابن ماجه: ٢/ ٥٥٦.
(٢) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٣) جاء في هامش (ب) زيادة بعد نحمدك: "اللهم على نعم يؤذن الحمد بازديادها".
(٤) لأن الفعل المضارع يدل على حدوث شيء في زمن التكلم، أو بعده فيفيد الاستمرار والتجدد، نحو يقرأ، ويكتب، فهو صالح للحال والاستقبال، ويعينه للحال لام الابتداء، ولا، وما النافيتان، ويعينه للاستقبال السين، وسوف، ولن، وأن، وإن.
راجع: تلخيص الأساس: ص/ ٨، وشذا العرف في فن الصرف: ص/٨.
(٥) جاء في هامش (أ، ب): "أوله -يعني البيت- "أو كلّما وردت عكاظ قبيلة".
فالمذكور، وهو محل الشاهد عجز البيت، وصدره ما ذكر في الهامش. وقائل هذا البيت هو طريف بن مالك العنبري، وقيل: طريف بن عمرو، وهو جد جاهلي.
راجع: لسان العرب: ١١/ ١٤١، والأعلام للزركلي: ٣/ ٣٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>