للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد انعقد إجماع الصحابة على خلافته بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بعد سبق نزاع من الأنصار (١)، ثم بعد وقوفهم على النص رجعوا إلى الحق فلم يبق له مخالف، وكما أجمعوا على إمامته أجمعوا على أفضليته (٢).

والمخالف محجوج بالإجماع، ولم يخالف في هذا إلا الشيعة.

وقول على يرد عليهم، لأنه قد استفاض عنه أنه سأله محمد ابن الحنفية (٣) من أفضل الناس بعد رسول اللَّه؟


(١) حيث قالوا: منا أمير، ومنكم أمير، عندنا اجتمعوا مع المهاجرين في سقيفة بني ساعدة بعد وفاة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقد تقدم ذكر الأدلة إلى أرجعهم بها أبو بكر إلى الاتفاق فبايعوه رضي اللَّه عنهم جميعًا.
(٢) مذهب أهل السنة، والجماعة أن الإمام بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبو بكر وبه قالت المعتزلة، وأكثر الفرق، كما أن أهل الحق أجمعوا على أن أبا بكر أفضل الصحابة بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وذهبت الشيعة إلى أن الإمام بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- هو علي بن أبي طالب، وأنه أفضل الصحابة بعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ووافقهم أكثر المعتزلة في الأفضلية أعني متأخري المعتزلة، أما قدماؤهم فهو مع الجمهور.
راجع: الإرشاد للجويني: ص/ ٣٦١، ٣٦٣، والمحصل للرازي: ص/ ٣٥١، والمعالم له: ص/ ١٤٤ - ١٥١، والمواقف للإيجي: ص/ ٤٠٠ - ٤١٢، والعقيدة الواسطية: ص/ ١٤٤ - ١٤٦، وشرح المقاصد: ٥/ ٢٦٣، ٢٩٠، وشرح الطحاوية: ٢/ ٢٦٧، وتأريخ الخلفاء: ص/ ٤٤ وما بعدها، وشرح كتاب الفقه الأكبر: ص/ ٩٦ وما بعدها، وشرح جوهرة التوحيد: ص/ ١٤٤.
(٣) هو محمد بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي، أبو القاسم المعروف بابن الحنفية أحد الأبطال الأشداء في صدر الإسلام، وهو أخو الحسن والحسين غير أن أمهما فاطمة الزهراء، وأمه خولة بنت جعفر الحنفية، ينسب إليها تمييزًا له عنهما، وكان =

<<  <  ج: ص:  >  >>