للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشريعة ماشين، وكانوا عن البدع ناكبين، أهل النجاة ومن سادة الفرقة الناجية (١).

قوله: "ومما لا يضر جهلُه، وتنفع معرفتُه".

أقول: قد اشتهر بين الناس أن الوجود فيها مذاهب ثلاثة:


= أحمد بن حنبل، وأبي سليمان الداراني، وغيرهم وقد وقع نزاع في المعنى الذي أضيف إليه الصوفي.
فقيل: إنه نسبة إلى أهل (الصفة) ورد هذا لأنه لو كان كذلك لقيل: صُفِّيّ.
وقيل: نسبة إلى الصف المقدم بين يدى اللَّه، وهو غلط إذ لو كان كذلك لقيل: صَفِّيّ.
وقيل: نسبة إلى الصفوة من خلق اللَّه ورد، لأنه لو كان كذلك لقيل: صَفَوَيّ.
وقيل: نسبة إلى صوفة بن بشر بن أد، وهو جاهلي وهذا مردود، لأن من تكلم بذلك من النساك لا يعرف هذا الاسم.
وقيل: إنه نسبة إلى لبس الصوف، وهذا هو المعروف؛ لأن بداية ظهور الصوفية كان بالبصرة وكانوا يلبسون الصوف زهدًا، وورعًا، لذا فقد اشتهر أهل البصرة بالزهد، وأهل الكوفة بالفقه.
راجع: مجموع الفتاوى: ١١/ ٥ - ٧ وما بعدها.
(١) وذلك كالإمام الجنيد فإنه إمام هدى كما قال شيخ الإسلام.
وكذا الشيخ عبد القادر الجيلاني، وذي النون المصري، وغيرهم ممن اتصف بما ذكره الشارح، أما من انتسب من المتأخرين إلى هذه النسبة وابتدع، وخالف الشرع قولًا، وفعلًا فلا يعتبرون من الفرقة الناجية.
راجع: تشنيف المسامع: ق (١٧٧/ أ - ١٧٨/ أ)، والغيث الهامع: ق (١٧٢/ أ - ب)، والمحلي على جمع الجوامع: (٢/ ٤٢٢)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٧٠ - ٤٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>