للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقائلون يحوازه لم يجعلوه بمعنى الشك في الإيمان الحالي، بل لما كان آية النجاة إيمان الموافاة، والأعمال بخواتيمها، وذلك غيب لا سبيل لعلم المخلوق إليه، فوض إلى المشيئة، وهذا لا يمكن لأحد النزاع فيه.

أو يقال: على سبيل التبرك، وإحالة الأمور إلى مشيئته تعالى تأدبًا، كما في الحديث الصحيح، السلام على أهل المقابر: "وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون" (١) مع [كونه مقطوعًا به] (٢).

قوله: "وأن ملاذَّ الكافر".

أقول: ملاذُّ الكافر -في الحقيقة- ليست نعمًا، وإن التذ بها، لأنه بالآخرة مصيره إلى النار، بل ذلك استدراج منه تعالى كما قال: {وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ} [الأعراف: ١٨٢، القلم: ٤٤]، وإن سميت نعمة نظرًا إلى الظاهر، فلا مشاحة فيه، بل بعض الآيات (٣) فيه دلالة ظاهرة.


= راجع: المحصل للرازي: ص/ ٣٥٠، والمعالم له: ص/ ١٣٥ - ١٣٦، وشرح الطحاوية: ٢/ ٨٨ - ٩٢، والإيمان لشيخ الإسلام: ص/ ٤١٠، وشرح المقاصد: ٥/ ٢١٤ - ٢١٧، وشرح الفقه الأكبر: ص/ ٢١٢ - ٢١٣.
(١) عن عائشة رضي اللَّه عنها أنها قالت: كان رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: "السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون وإنا إن شاء اللَّه بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد"، راجع: صحيح مسلم: ٣/ ٦٣.
(٢) ما بين المعكوفتين سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٣) آخر الورقة (١٥٠/ ب من أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>