للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والفلاسفة قسموا الأعراض إلى السيالة كالزمان، والحركة، والتكلم، فهذه لا يمكن بقاؤها، وإلى القارة: كالعلوم، والألون، فقولهم بالبقاء إنما هو في هذا القسم (١).

والعجب ممن يقول (٢): إن القول ببقاء الأعراض إحدى مقدمتي الدليل على قدم العالم، والفلاسفة إنما ذهبوا إليه بناء على ذلك، ولم يعلم أن بين هذه المسألة، وبين القول بالقدم أبعد من السماء إلى الأرض، إذ لو قالوا: بأن الأجسام قديمة، وأعراضها متبدلة ساعة، فساعة ماذا كان يقدح في قولهم؟

ألا ترى أنهم قائلون: بأن الأفلاك قديمة، وحركاتها متجددة لا إلى أول، بل هم مطبقون على أن الممكن حال بقائه لا يستغني عن المؤثر، -كما سنذكره بعد هذا في شرح كلام المصنف-: الباقي محتاج إلى المؤثر والفلاسفة في إثبات قدم العالم أصلهم الذي بنوا عليه أن الواجب تعالى موجب في إيجاد العالم (٣)، لا مختار وكما سبق منا تحقيق المسألة.

قوله: "ولا يحل محلين".


(١) راجع: تشنيف المسامع: ق (١٨٣/ ب)، والغيث الهامع: ق (١٧٥/ أ)، وهمع الهوامع: ص/ ٤٧٦، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٢٧.
(٢) جاء في هامش (أ): "الزركشي". وراجع: تشنيف المسامع: ق (١٨٣/ ب).
(٣) آخر الورقة (١٥١/ ب من أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>