للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: اتفق العقلاء على عدم جواز التداخل (١).

وقد عرفت أن المراد منه اتحاد الشيئين، أو أكثر بحيث لا يزداد الحجم.

ومن قال (٢): إن دخول الملك في الرحم لتصوير النطفة يشكل على من لم يجوز التداخل (٣) لم يدر معنى التداخل.

قوله: "وخلو الجوهر".

أقول: ذهب جميع العقلاء الذين يعتد بهم في الإسلام، والفلاسفة إلى أن الجوهر لا يخلو عن العرض (٤).


(١) وذهب النظام إلى أن اللون، والطعم، والرائحة كل منها جسم لطيف، فإذا تداخلت هذه الأجسام اللطيفة حصل من مجموعها جسم كثيف.
راجع: المحصل للرازي: ص/ ١٨٩، والمواقف للإيجي: ص/ ٢٥١، وتشنيف المسامع: ق (١٨٥/ ب)، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٢٩.
(٢) جاء في هامش (أ): "نقله الزركشي عن ابن أبي حمزة".
(٣) قال الزركشي: "وقال ابن أبي حمزة - في حديث إرسال اللَّه الملك إلى الرحم لينفخ فيه الروح، وهذا يرد على من قال: إن الجوهر لا يدخل في جوهر، ويدخل في الرحم ليصور، والرحم جوهر، ولا يشعر صاحبه به". تشنيف المسامع: ق (١٨٥/ ب).
(٤) وجوزه بعض الدهرية في الأزل، وهم بعض القائلين بأن الأجسام قديمة بذواتها محدثة بصفاتها، وجوزه الصالحية فيما لا يزال، وللمعتزلة تفصيل: فالبصرية منهم يجوزونه في غير الأكوان، والبغدادية يجوزونه في غير الألوان، وأما الجمهور وهم الذين منعوا خلو الجوهر عن العرض فبناء على أن الأجسام متجانسة، وإنما تتميز بالأعراض، فلو =

<<  <  ج: ص:  >  >>