للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك القول بالفرق بين الوضعية، والعقلية لا يصح على ما ذكرناه: لأن الوضعية تأثيرها بالإيجاب، أو بالاختيار، فعلى الأول: لا يتصور تأخر زماني، وعلى الثالث: ليست بعلة اصطلاحًا عندهم.

وشبهتهم -بأنه إذا قال - لغير المدخول بها-: إذا طلقتك فأنت طالق، ثم قال -لها-: أنت طالق لم تقع إلا الطلقة الواحدة (١)، فلو كان العلة، والمعلول معًا زمانًا، لوقعتا - واهية: لأن المعية وإن كانت زمانية، ولكن معها تقدم ذاتي، لأنهما مجتمعان.

وإذا تقدمت الطلقة المعلق عليها ذاتًا لم يبق المحل قابلًا للطلاق فعدم وقوع (٢) التقدم الذاتي، تأمل فإنه في غاية الحسن!

قوله: "واللذة".


= الثالث: التفصيل، فإن كانت العلة وضعية سبقت المعلول، وإن كانت عقلية قارنته، لكونها مؤثرة بذاتها، وقد ذكر العضد، والتفتازاني أن العلة إذا كانت مشتملة على المادة، والصورة يمتنع تقدمها على المعلول، أما العلة الناقصة، أو التامة التي هي الفاعل وحده، أو مع الشرط، والغاية، ففيها الخلاف.
راجع: المواقف: ص/ ٨٥ - ٨٦، وشرح المقاصد: ٢/ ٨٠ - ٨١، وتشنيف المسامع: ق (١٨٦/ أ)، والغيث الهامع: ق (١٧٦/ ب).
(١) راجع: الأم للشافعي: ٥/ ١٦٦، والروضة للنووي: ٨/ ٧٩، ١٢٨ - ١٢٩، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٢٩، وهمع الهوامع: ص/ ٤٧٩.
(٢) آخر الورقة (١٥٣/ ب من أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>