للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقول: الجمهور على أن من الكيفيات النفسانية اللذة، والألم وتصورهما بديهي: لأنهما من الوجدانيات، وربما يفسران قصدًا إلى تعيين المسمى، وتلخيصه (١).

قال ابن سينا (٢): "اللذة: إدراك، ونيل لما هو عند المدرك كمال، وخير.

والألم: إدراك، ونيل لما هو شر، وآفة عند المدرك".

فإدراك الحلاوة لذة تدرك بالذائقة، وإدراك الجمال لذة تدرك بالباصرة، وإدراك الصوت الحسن لذه تدرك بالسامعة وإدراك الحقائق على ما هي عليه في نفس الأمر لذة تدرك بالقوة العاقلة.


(١) راجع: المحصل للرازي: ص/ ٢٣٠، والمعالم له: ص/ ٥٠، والمواقف للإيجي: ص/ ١٥٨ - ١٥٩، والتعريفات: ص/ ٣٤، ١٩١، وتشنيف المسامع: ق (١٨٦/ ب)، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٤٢٩، والغيث الهامع: ق (١٧٧/ أ).
(٢) هو الحسين بن عبد اللَّه بن سينا أبو علي الرئيس الحكيم المشهور صاحب التصانيف الكثيرة في الفلسفة، والطب، أبوه من بلخ، ثم انتقل إلى بخارى، وتنقل ابن سينا في البلاد، واشتغل بالعلوم وحصل الفنون، وأتقن علم القرآن، والأدب، وحفظ أشياء من أصول الدين، والحساب، والجبر، ثم نظر في علوم المنطق، واليونان فرغب في علم الطب، فمارسه، ودرسه حتى فاق فيه غيره. له مصنفات كثيرة منها: الشفاء في الحكمة والفلسفة، والنبات والحيوان، والإشارات، والقانون، والأوسط، وغيرها، وقد طعن فيه الكثير كاليافعي، وابن الصلاح، بل كفره البعض كالغزالي، وغيره لموافقته قول الفلاسفة في أمر المعاد، وغيره من أركان الإيمان، وتوفي بهمذان سنة (٤٢٨ هـ).
راجع: وفيات الأعيان: ١/ ٤١٩، ومرآة الجنان: ٣/ ٤٧، وعيون الأنباء: ص/ ٤٣٧، وشذرات الذهب: ٣/ ٢٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>