للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقول الإمام: بالحصر (١) في المعارف -واقتدى به والد المصنف- ليس حصرًا حقيقيًا، بل ادعائي في أشرف الأنواع مثل الحصر في: {ذَلِكَ الْكِتَابُ} [البقرة: ٢]، و"الحج عرفة" (٢).

وأما قول ابن زكريا (٣): بأن اللذة هي النجاة من الألم فقد أبطله ابن سينا، وغيره، بأنه قد تحصل اللذة من غير سابقة ألم، كمن لم يكن ذاق


(١) الحصر: عبارة عن إيراد الشيء على عدد معين، والحصر في الأمثلة المذكورة يؤدي إلى معنى القصر المعروف في علم المعاني بأنه تخصيص شيء بشيء، وحصره فيه.
راجع: الإيضاح في علوم البلاغة: ١/ ٢١٣، والتعريفات للجرجاني: ص/ ١٧٥، ٥٨٨.
(٢) روى الإمام أحمد، وأبو داود، وغيرهما عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي قال: "أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهو بعرفة، فجاء ناس -أو نفر- من أهل نجد، فأمروا رجلًا، فنادى رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- كيف الحج؟ فأمر رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رجلًا فنادى: الحج، الحج يوم عرفة، من جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جَمْع فتم حجه. . ." هذا لفظ أبي داود.
راجع: مسند أحمد: ٤/ ٣٠٩، ٣١٠، ٣٣٥، وسنن أبي داود: ١/ ٤٥٢، واللفظ الذي ذكره الشارح رواه أحمد.
(٣) هو محمد بن زكريا الرازي أبو بكر، طبيب، حكيم، كيماوي، ولد بالري، ونشأ بها، ثم اشتغل بعلم الإكسير، وكان في بدء أمره صائغًا، وكان يغني، ويضرب بالعود، وسافر إلى بغداد، واشتغل بالعلوم العقلية، والأدبية، واعتنى بالطب في أواخر عمره، وكف بصره، وتوفي ببغداد سنة (٣١١ هـ)، وله مؤلفات منها: الحاوي في صناعة الطب، والطب الروحاني، والترتيب في الكيمياء، ومنافع الأغذية، وغيرها.
راجع: تأريخ الحكماء: ص/ ٢٧١ - ٢٧٧، وتأريخ حكماء الإسلام: ص/ ٢١ - ٢٢، ومروج الذهب: ٨/ ١٧٧، وعيون الأنباء: ١/ ٣٠٩ - ٣٢١، ووفيات الأعيان: ٢/ ١٠٣، ١٠٤، وتأريخ مختصر الدول: ص/ ٢٧٤، والوافي: ٣/ ٧٥ - ٧٧، ومرآة الجنان: ٢/ ٢٦٣، والبداية والنهاية: ١١/ ١٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>