للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم وجه التوفيق بين المذاهب المذكورة: أنه إن أريد أول الواجبات المقصودة، فلا شك أنه معرفة اللَّه، وإن أريد أعم من المقصود بالذات، فهو القصد (١).

ولما كان النظر مستلزمًا للقصد ألغى بعضهم (٢) ذكر القصد.

وما قيل (٣): من أنه علم منه أن الطريق إلى معرفته هو النظر لا غير ليس بشيء إذ لا حصر في كلامه.

قوله: "وذو النفس الأبية".

أقول: روى البيهقي -في شعب الإيمان- عن سهل بن سعد (٤) الساعدي أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إن اللَّه يحب معالي الأمور ويكره سفسافها" (٥).


(١) ذكر الرازي، والإيجي أن الخلاف لفظي، كما قال الشارح، وذكر الزركشي أن الخلاف معنوي.
راجع: المحصل للرازي: ص/ ٦٥، والمواقف للإيجي: ص/ ٣٢، وتشنيف المسامع: ق (١٨٧/ ب) والغيث الهامع: ق (١٧٧/ ب).
(٢) جاء في هامش (أ) "الزركشي".
راجع: تشنيف المسامع: ق (١٨٧/ ب).
(٣) راجع: تشنيف المسامع: ق (١٨٧/ ب).
(٤) هو سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي من مشاهير الصحابة، كان اسمه حزنًا فغيره النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى سهل، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة سنة إحدى وتسعين، وقيل قبل ذلك.
راجع: الإصابة: ٢/ ٨٨، والاستيعاب: ٢/ ٩٥.
(٥) ورواه الطبراني أيضًا في الكبير، والأوسط بنحو الحديث المذكور قال الهيثمي: وفيه خالد بن إلياس ضعفه أحمد، وابن معين، والبخاري، والنسائي، وبقية رجاله ثقات، =

<<  <  ج: ص:  >  >>