للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: ١٤٣]، وأرشده بأن هذه الأجسام الفانية لا تقدر على ذلك، وجعل دك الجبل تسلية له (١).

وعن الثالث: بأن الوقف على: {إِلَّا اللَّهُ} مختلف فيه: منهم من وقف على {وَالرَّاسِخُونَ}، وهم القائلون: بأن المتشابه يمكن الوصول إلى معناه (٢).


(١) وفي المسألة مذهب ثالث، وهو التفصيل بين الخطاب الذي يتعلق به التكليف، فلا يجوز فيه ورود ما لا يقدر أحد على التوصل إلى معناه، وما لا يتعلق به تكليف فيجوز، وهو مذهب ابن برهان، واعتبره الحق.
راجع: الوصول إلى الأصول ١/ ١١٥، وهمع الهوامع: ص/ ٦٨.
(٢) اختلف العلماء في الوقف في الآية المذكورة:
منهم من وقف على لفظ الجلالة لفظًا ومعنًى، وهو مذهب الأكثر كابن عباس، وابن مسعود، وعائشة، وأبي بن كعب، وعروة، وابن الشعثاء، وأبي نهيك، وعمر بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، وطاوس، والحسن البصرى، واختاره ابن جرير الطبرى، والكسائي، والفراء، والأخفش، وقالوا: لا يعلم المتشابه إلا الله تعالى.
ومنهم من يقف على قوله: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}، وهذا قول كثير من المفسرين وأهل الأصول وعامة المتكلمين، وهو قول مجاهد، والضحاك، وابن عباس في الرواية الأخرى، واختارها النووي، وذكر ابن الحاجب بأنه الظاهر.
ومنهم من فصل، فقال: إن أريد بالتأويل معنى حقيقة الشئ وما يؤول إليه، فالوقف على الجلالة؛ لأن حقائق الأمور وكنهها لا يعلمها على الجَلِيَّة إلا الله، ويكون {الرَّاسِخُونَ} مبتدءًا، و {يَقُولُونَ} خبره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>