للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غايته: أنه لو (١) وجد قياس يقاس عليه، وإلا فلا (٢)، وعبر بالمعروض دون الموصوف، وإن كان في المعنى موصوفًا لئلا يتوهم اختصاص البحث بالصفة، مع كونه عامًّا في جميع الموارد التي من شأنها مخالفة المسكوت للمنطوق.

قوله: "وهو صفة كالغنم السائمة، أو سائمة الغنم".

أقول: لما بين معنى مفهوم المخالفة وما فيه من الخلاف والشروط، شرع في بيان أقسامه والبحث عما يتعلق بكل قسم من المسائل، وابتدأ بمفهوم الصفة؛ لأن مباحثه أكثر، وهو بين الفقهاء أشهر (٣)، والمراد بالصفة هنا ما يشعر بالعلية مثل: "المؤمن (٤) غِرٌّ كريم" (٥)، فبينه وبين


(١) آخر الورقة (٢٨/ ب من ب)
(٢) انظر: المحلي على جمع الجوامع: ١/ ٢٤٨، وتشنيف المسامع: ق (٢٥/ ب)، وهمع الهوامع: ص/ ٧٤، والآيات البينات: ٢/ ٢٦.
(٣) لأنه رأس المفاهيم لذا قال إمام الحرمين: "لو عبر معبر عن جميع المفاهيم بالصفة لكان ذلك منقدحًا، فإن المعدود، والمحدود موصوفان بعدهما، وحدهما" البرهان: ١/ ٤٥٤، وانظر: منع الموانع: ق (٨١/ أ).
(٤) -غر بكسر الغين المعجمة- أي: لا يعرف الشر، ولا بذي مكر، وهو ضد الخب، يقال: فتى غر، وفتاة غر، والمراد: أن المؤمن من طبعه الغرارة، وقلة الفطنة للشر، وترك البحث عنه كرمًا، وحسن خلق منه، وسلامة صدر لا جهلًا، وغباء.
راجع: النهاية في غريب الحديث لابن الأثير: ٣/ ٣٥٤ - ٣٥٥.
(٥) الحديث رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والحاكم، والبيهقي، ولفظه عند أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن المؤمن غر كريم، =

<<  <  ج: ص:  >  >>