للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فالمادة] (١) نقلية، والصورة عقلية (٢)، وأما العقل المجرد، فلا دخل له في وضع اللغات (٣).

قوله: "ومدلول اللفظ".

أقول: مدلول اللفظ إما معنى أو غيره، والمراد بالمعنى -هنا- ما يقابل اللفظ لا ما يرادف العَرَض.

والمعنى: إما كلي، أو جزئي: لأنه إما أن يمنع نفس تصوره عن وقوع الشركة، أو لا، فالأول: جزئي كزيد، والثاني: كلي كإنسان، والمثلث (٤).

وغير المعنى أعني اللفظ: إما مفرد مستعمل: كمدلول الكلمة، فإن الكلمة لفظ وضع للاسم، والفعل، والحرف، وكل من الثلاثة لفظ مفرد، مستعمل.

أو مهمل: كأسماء حروف الهجاء، أي: كمدلولاتها، فإن مدلول الألف -أ-، ومدلول الباء -ب-، وهذه الدلولات لم توضع بإزاء شيء.


(١) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.
(٢) راجع؛ المحصول: ١/ ق/ ١/ ٢٧٦، والإحكام للآمدي: ١/ ٦٠، والمسودة: ص/ ٥٦٤، ونهاية السول: ٢/ ٢٨، والمزهر: ١/ ٥٧، ١١٣، ١٢٠.
(٣) وذكر السيوطي طريقًا ثالثًا، وهو القرائن. ونقل عن ابن جني قوله: "من قال: إن اللغة لا تعرف إلا نقلًا، فقد أخطأ، فإنها تعرف بالقرائن أيضًا، فإن الرجل إذا سمع قول الشاعر:
قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم ... طاروا إليه زرافات ووحدانا
علم أن زرافات بمعنى جماعات" المزهر: ١/ ٥٩، وانظر نسبة البيت، وشرحه ديوان الحماسة: ١/ ٥، ٩.
(٤) جاء في هامش (ب): "المثلث عند أهل الهيئة شكل أحاط به ثلاثة أضلع متساوية، وإنما التزم بالمثالين ليكون أحدهما من الجواهر، والآخر من الأعراض".

<<  <  ج: ص:  >  >>