للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتستعمل في الاستقبال ظرفًا، مضمنًا فيه معنى الشرط نحو: {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} [الإنسان: ٢٠].

أو مجردًا عن الشرط نحو: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} [الليل: ١] لعدم الجواب.

واعلم أنها في الشرط عكس إن: لأنها تستعمل في محقق الوقوع نحو قوله تعالى: {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ} [الأعراف: ١٣١] لَمَّا كانت الحسنة، وهي الخصب (١) والرخاء، والعافية غالبًا أتى بلفظ إذا، ولما كان القحط، والمرض قليلًا أتى بإن في السيئة.

وقد تستعمل في الماضي نادرًا نحو: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا} [الجمعة: ١١] لنزول الآية بعد وقوع القصة.

وترد للحال - أيضًا - نحو: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} [النجم: ١].

قيل (٢): علامة كونها للحال وقوعها بعد القَسَم لأنها لو كانت للاستقبال لم تكن ظرفًا لفعل القسم؛ لأنه إنشاء لا إخبار عن قسم ثان، لأن قسمه سبحانه قديم، ولا يكون المحذوف حالًا لأن الحال، والاستقبال متنافيان. وليس بشئ، أما أولًا: فلأنه لا يلزم من كونها استقبالية تعلقها


(١) آخر الورقة (٤٧ / ب من أ).
(٢) جاء في هامش (أ، ب): "قائله الزركشي". وراجع: تشنيف المسامع: ق (٤٢ / أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>