للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واعلم: أن أصل معنى حتى: هي الغاية، فتحمل على الغاية مهما أمكن، فإذا تعذر تحمل على غيرها (١) مجازًا بحسب القرائن.

قوله: "الثالث عشر: رب للتكثير".

أقول: من الكلمات المتداولة لفظ: رب، وهي جارَّة، ولها صدر الكلام: لأنها لإنشاء معنى التقليل عند الجمهور.

وقد صرحوا: بأنها نقيضة كم الخبرية التي هي لإنشاء التكثير، أو موضوعة للتكثير، وهو مذهب بعض النحاة.

وليس لهم - في ذلك - دليل، إلَّا أنهم رأوا ظاهر قوله تعالى: {رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ} [الحجر: ٢] إذ وَدَّ - أنهم [يوم القيامة] (٢) كونهم مسلمين في الدنيا - كثير بلا ريب، فيكون حقيقة فيه.

الجواب: أنها في الآية المذكورة للتقليل: لأنهم مستغرقون في العذاب، مدهوشون، فزعًا حانت منهم إفاقة، فتمنوا الإسلام.


(١) راجع معاني حتى: الأزهية: ص/٢٢٣، والجني الداني: ص/٥٤٢ - ٥٥٨، ورصف المباني: ص / ١٨٠ - ١٨٥، والصاحبي: ص/ ١٥٠، وتسهيل الفوائد: ص / ١٤٦، والبرهان في علوم القرآن: ٤/ ٢٧٢، والإتقان: ٢/ ١٩٢، ومغني اللبيب: ص / ١٣١ - ١٣٩، وشرح تنقيح الفصول: ص / ١٠٢، وكشف الأسرار: ٢/ ١٦٠، وفواتح الرحموت: ١/ ٢٤٠.
(٢) سقط من (ب) وأثبت بهامشها.

<<  <  ج: ص:  >  >>