للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثال: لو جئتني أكرمتك، مخاطبك عالم بأن لا مجيء، ولا إكرام، ولكن عرَّفته أن سبب انتفاء الإكرام - في نفس الأمر - هو انتفاء المجيء.

فالقولان مستقيمان، لكن هذا الاستعمال الثاني هو الأكثر، وكلام سيبويه، وكلام غيره - وهو الامتناع للامتناع - والرد على الاستعمال الأكثر.

وقد تستعمل في المستقبل بمعنى إن، نحو: "اطلبوا العلم ولو بالصين" (١)، أي: وإن كان العلم المطلوب حاصلًا في الصين، وهو الذي أشار إليه المصنف بأنه قليل، نقل (٢) هذا عن المبرد.

وقد تستعمل للاستمرار، والدوام، أي: لزوم الجزاء، مع الشرط، ونقيضه، وهذا في كل شرط يكون ترتب الجزاء على نقيض الشرط أولى،


(١) الحديث رواه البيهقي، وابن عبد البر، والخطيب، وغيرهم عن أنس، والحديث ضعيف، بل قال ابن حبان: باطل، وذكره ابن الجوزي في "الموضوعات". وقال النيسابوري: لم يصح فيه إسناد، وقال المزي: له طرق ربما يصل بمجموعها إلى الحسن، وقال الذهبي: روي من عدة طرق واهية، وبعضها صالح.
راجع: الكامل لابن عدي: ٢/ ٢٠٧، والضعفاء للعقيلي: ٢/ ٢٣٠، وجامع بيان العلم وفضله: ١/ ٩، والموضوعات لابن الجوزي: ١/ ٢١٥، وتاريخ بغداد: ٩/ ٣٦٤، وأخبار أصفهان: ٢/ ١٠٦، والجامع الصغير: ١/ ٤٤، واللآلئ للسيوطي: ١/ ١٩٣، والمقاصد للسخاوي: ص/ ٦٣، والفوائد للشوكاني: ص/ ٢٧٢، وكشف الخفاء: ١/ ١٥٤، وأسنى المطالب: ص/ ٤٤.
(٢) جاء في هامش (أ، ب): "نقله التفتازاني رحمه الله تعالى" راجع: مطوله على التلخيص: ص/ ١٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>