للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأليق من ترتبه على الشرط نحو: لو أهنتني لأكرمتك، أي: إكرامي لازم على كل حال، لأن وجوده مع الإهانة، دليل على أنه مع عدمه أولى.

ومنه قول عمر: "نعم العبد صهيب (١) لو لم يخف الله لم يعصه" (٢) فتأمل! .

وقيل: يكون لمجرد الربط ليس إلا، وأما الامتناع، أو الانتفاء يحصل من القرائن، وليس بشيء لمخالفته إجماع علماء العربية، والمنطق.


(١) هو صهيب بن سنان الرومي، وهو من العرب يرجع نسبه إلى النمر بن قاسط، ولكن الروم سبته، وهو صغير، فأخذ لسانهم، ثم هرب ومعه مال كثير فنزل مكة بجوار عبد الله بن جدعان، وحالفه، وانتمى إليه، أسلم قديمًا، ولما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - تبعه صهيب، فأرادت قريش منعه إلا أن يدلهم على ماله ويتخلى عنه، ففعل، فخلوا سبيله، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ربح البيع أبا يحيى"، فأنزل الله تعالى فيه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ} [البقرة: ٢٠٧]، وروى عنه عبد الله بن عمر، وكعب الأحبار، وعبد الرحمن بن أبي ليلي، وأسلم مولى عمر، وجماعة. وتوفي بالمدينة سنة (٣٩ هـ) رضي الله عنه.
راجع: الإصابة: ٢/ ١٩٥، والاستيعاب: ٢/ ١٧٤.
(٢) اشتهر هذا الأثر في كلام الأصوليين، وأصحاب المعاني، وأهل العربية من حديث عمر، ورفعه البعض، ونقل عن الحافظ أنه عثر عليه في مشكل الحديث لابن قتيبة، ولكن بدون إسناد، وبعضهم ذكر بأنه لم يثبت حديثًا، ولا من قول عمر لكن أبا نعيم روى عن عمر أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن سالمًا شديد الحب لله عز وجل، لو كان لا يخاف الله عز وجل ما عصاه".
راجع: حلية الأولياء: ١/ ١٧٧، والمقاصد الحسنة: ص/ ٤٤٤ - ٤٤٥، وكشف الخفاء: ٢/ ٤٤٦ - ٤٤٧، وأسنى المطالب: ص/ ٢٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>