للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما كان بعيدًا لصرفه اللفظ عن العموم: لأن ابن أم مكتوم أذانه قبل بلال كان في صلاة الصبح (١) لا غير.

* * *


= هاجر بعد بدر بقليل، وقد عوتب الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أجله لما جاءه طالبًا منه التعليم، فاشتغل بغيره، فنزل قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (١) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} [عبس: ١ - ٢] إلى آخر الآيات، استخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - على المدينة لما غاب عنها في غزوة من الغزوات. ولما نزل قوله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ٩٥] شكا ضرارته إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وأنه لا يستطيع الجهاد، فنزل بعدها {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ}، فكان بعد يغزو، ويقول: ادفعوا إليَّ اللواء، فإني أعمى لا أستطيع أن أفر، وأقيموني بين الصفوف، وشهد القادسية، ومعه الراية واستشهد فيها سنة (١٥ هـ)، وقيل: رجع إلى المدينة ومات بها في نفس السنة.
راجع: أسد الغابة: ٤/ ٦٣، والاستيعاب: ٧/ ٤١، والإصابة: ٧/ ٨٣، وطبقات ابن سعد: ٤/ ٢٠٥، والمعارف: ص/ ٢٩٠، ومشاهير علماء الأمصار؛ ص/ ٥٣، وحلية الأولياء: ٢/ ٤، وسير أعلام النبلاء: ١/ ٣٦٠، والعبر: ١/ ١٩، وشذرات الذهب: ١/ ٢٨.
(١) لما رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والبيهقي من حديث سالم بن عبد الله عن أبيه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بلالًا يؤذن بليل، فكلوا، واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم"، ثم قال وكان رجلًا أعمى لا ينادي، حتى يقال له أصبحت، أصبحت.
راجع: صحيح البخاري: ١/ ١٥١، وصحيح مسلم: ٢/ ٣، وسنن أبي داود: ١/ ١٢٧، وتحفة الأحوذي: ١/ ٦٠٣، وسنن النسائي: ٢/ ١١، والسنن الكبرى: ١/ ٣٨٠، ٣٨٢، ٣٨٥، ٤٢٩، ٤/ ٢٧٨، فأذانه كان بعد بلال لا قبله كما ذكر الشارح.
وراجع: تشنيف المسامع: ق (٧٣/ أ)، والغيث الهامع: ق (٧٤/ أ)، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ٥٧ - ٥٨، وهمع الهوامع: ص/ ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>