للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالإنشاء: كلام يحصل مدلوله من اللفظ في الخارج، مثل اضرب، ولا تضرب، إذ مدلولهما إنما حصل من لفظهما (١).

والخبر بخلافه، أي: ماله مدلول ربما طابقه النسبة الذهنية، وربما لا مطابقة، فإذا تصورت قيام زيد، وحكمت على زيد بأنه قائم، فإن كان قائمًا، فقد طابق حكمك لما في الخارج، وهو قيام زيد وكلامك صدق، وإن لم يطابق، فكذب. فتحرر أن صدق الخبر مطابقة حكم المتكلم للواقع، وكذبه عدمها هذا مذهب أهل الحق (٢).

وذهب الجاحظ (٣): إلى أن الصدق هو مطابقة الخبر للواقع، مع اعتقاد أنه واقع، وكذبه عدم المطابقة، مع اعتقاد أنه غير واقع.


(١) راجع تعريف الإنشاء:
المطول على التلخيص: ص / ٢٠٣، وحاشية عليش: ص/ ٧١ - ٧٢، والتعريفات: ص/ ٣٨، وفواتح الرحموت: ٢/ ١٠٣، وتيسير التحرير: ٣/ ٢٦، ومناهج العقول: ٢/ ٢٤٥، والمدخل إلى مذهب أحمد: ص/ ٩٠، وإرشاد الفحول: ص/ ٤٤.
(٢) راجع: المطول على التلخيص: ص ٣٤ - ٣٥ وما بعدها، والمعتمد: ٢/ ٧٤، واللمع: ص/ ٣٩، والمستصفى: ١/ ١٣٢، والمحصول: ١/ ق/ ١/ ٣٠٥، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ٣٤٦، والإحكام للآمدي: ١/ ٢١٣ - ٢١٥، والمسودة: ص/ ٢٣٣، والفروق للقرافي: ١/ ٢١، وكشف الأسرار: ٢/ ٣٦٠، وغاية الوصول: ص/ ٩٤.
(٣) هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني البصري، المعتزلي أبو عثمان عُرِف بلقبه الجاحظ، أديب كاتب، متكلم مشارك في أنواع من العلوم، سمع من أبي عبيدة، والأصمعي، وأبي زيد الأنصاري، وأخذ النحو عن الأخفش أبي الحسن، وأخذ الكلام =

<<  <  ج: ص:  >  >>