فهذه الآية نزلت في الإمام على رضي الله عنه، فدلت على أن الإمام بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو على رضي الله عنه، كما استدلوا بحديث رواه أحمد والترمذي، والطبراني، والبزار، وأبو نعيم، وغيرهم، وهو: "من كنت مولاه فعلي مولاه"، وبحديث رواه مسلم، وأحمد وغيرهما، وهو قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي". وقد ناقشهم في هذه الأدلة أهل السنة مبينين أن الأدلة المذكورة تدل على فضل علي رضي الله عنه لا أنها تدل على إمامته نصًا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو محل الخلاف. راجع: صحيح مسلم: ٧/ ١٢٠، ومسند أحمد: ١/ ٨٤، وتحفة الأحوذي: ١٠/ ٢٠٩ - ٢٣٩، وشرح النووي على مسلم: ١٥/ ١٧٤، ومجمع الزوائد: ٩/ ١٠٣ - ١١١, والفتح الرباني: ٢١/ ٢٠٥، وكنز العمال: ١٣/ ١٠٤ - ١٠٥، وفيض القدير: ٦/ ٢١٧ - ٢١٨. وانظر - أيضًا -: أسباب النزول للواحدي: ص/ ١٣٣، ومنهاج السنة: ٤/ ٢ - ٣٠٠، والمحصل للرازي: ص/ ٣٥١، ومعالم أصول الدين له: ص/ ١٤٢، والتفسير الكبير له: ٦/ ٢٧ - ٣٤. (٢) كانشقاق القمر، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى، وإشباع الخلق الكثير من الطعام القليل، ونبوع الماء من بين أصابعه - صلى الله عليه وسلم -، فهذه الأمور معجزات باهرة، وآيات عظيمة، ولم تنقل بالتواتر، فكان الرد ما قاله الشارح على المعترض بها. راجع: الأحاديث الواردة في المعجزات إلى سبق ذكرها: صحيح البخاري: ٤/ ٢٣٢ - ٢٣٧، وصحيح مسلم: ٧/ ٥٩ - ٦١، ٨/ ١٣٢، وتحفة الأحوذي: ١٠/ ٩٨ - ١١٠، وشرح النووي على مسلم: ١٧/ ١٤٣، ونسيم الرياض: ٣/ ٣ وما بعدها.