للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: أعظم معجزاته، وهو القرآن لما تواتر، وعم البلاد شرقًا، وغربًا استغني عن نقل غيره إذ لا يعتد بها بالنسبة إلى القرآن (١).

قوله: "وإما بصدقه".

أقول: هذا بيان القسم الثاني من الخبر، وهو المقطوع بصدقه، وهو خبر من دلت المعجزة على نبوته، فإنه يقطع بصدق خبره لعدم جواز تطرق الكذب على أقواله، وكذا خبر نسب إليه - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يعلم بعينه للقطع بأنه شرع الأحكام، وأمر، ونهي، وكذا المتواتر لفظًا، ومعنى: كوجود مكة، وبغداد، أو معنى: كشجاعة علي، وجود حاتم: لأن اللفظ في الثاني غير محفوظ بين الرواة بخلاف الأول, وكلاهما يوجب القطع (٢).


(١) قلت: هذا الرد الذي ذكره الشارح، أورده الإمام كاعتراض مفترض، ثم رده بقوله: "قلت: لا نسلم حصول الاستغناء بنقل القرآن لأن كون القرآن معجزًا أمر لا يعرف إلا بدقيق النظر، والعلم يكون هذه الأشياء - يعني ما ذكرته في الهامش سابقًا، إذ هو ذكر بعضها - معجزات علم ضروري، فكيف يقوم أحدهما مقام الآخر" المحصول: ٢/ ق/ ١/ ٤١٩.
(٢) راجع: أصول السرخسي: ١/ ٣٧٤، والكفاية للخطيب: ص/ ١٧، والمستصفى: ١/ ١٤٠، وشرح تنقيح الفصول: ص/ ٣٥٤، والمسودة: ص/ ٢٤٣، وشرح العضد على المختصر: ٢/ ١٠٩، وكشف الأسرار: ٢/ ٣٦٠، وفواتح الرحموت: ٢/ ١٠٩، وتيسير التحرير: ٣/ ٢٩، وغاية الوصول: ص/ ٩٥، والمحلي على جمع الجوامع: ٢/ ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>