للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= "ليِّنُ الحديث".

فلو تأمَّلْنا، وجدنا أن جانب الجارحين أقوى لإمامتهم، ثم لكثرتهم. ومع هذا الجرح، فقد كان مصعب بن شيبة قليل الحديث كما قال ابْنُ سعدٍ. بل هذا مما يُثبت الجرح، لأن الأوهام قد تغتفر مع سعة الرواية.

فإذا قلنا: إنَّ مصعب بن شيبة حسن الحديث في المتابعات والشواهد، فمثله لا يقوى على مخالفة سليمان التيميّ، وجعفر بن إياس، وهذا القدر قويٌّ جدًّا.

وقد وقع في كلام ابن دقيق العيد أن النسائيَّ رواه عن طلق بن حبيب، عن ابن الزبير، مرسلًا.

والذي في "سنن النسائي": " .... عن طلق بن حبيب قال: فذكره" ولم يذكر: "ابن الزبير" فالرواية مقطوعةٌ، وليست مرسلة. والله أعلمُ (١).

ثمَّ وجدتُ جوابًا آخر عن هذا الحديث للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى. فقال في "الفتح" (١٠/ ٣٣٧):

"ورجَّح النسائيُّ الرواية المقطوعة على الموصولة المرفوعة، والذي يظهرُ لي أنها ليست بعلةٍ قادحةٍ، فإن راويها مصعب بن شيبة وثقهُ ابن معين والعجليُّ وغيرُهُما، وليَّنه أحمد وأبو حاتم وغيرُهُما، فحديثُهُ حسنٌ. وله شواهدُ في حديث أبي هريرة وغيره. فالحكم بصحته من هذه الحيثية سائغٌ!!، وقول سليمان التيميّ:

"سمعتُ طلق بن حبيب يذكر عشرًا من الفطرة" يُحتمل أنه يريدُ أنه سمعه يذكرها من قبل نفسه على ظاهر ما فهمه النسائيُّ، ويُحتمل=


(١) وكذا وقع في "علل الدارقطني" (ج ٥/ ق ٢٠/ ١).

<<  <  ج: ص:  >  >>