للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ــ

= وهو نصُّ قولنا والحمد لله على التوفيق.

* الثاني: ما ذكره الحافظُ - رحمه الله - من وجود شواهد عن أبي هريرة، وغيره. فلا يخفى ما فيه من الخلل!

لأن حديث أبي هريرة، وحديث ابن عمر رضي الله عنهم شاهدان قاصران لحديث عائشة، ليس فيهما غير خمس خصالٍ فقط، وحديث عائشة هنا فيه عشرُ خصالٍ، فنحتاجُ إلى شواهد للخمس خصالٍ الأخرى. وقد وقع ذلك في حديث عمار بن ياسر، ولكنه ضعيفٌ كما تقدم تحقيقُهُ.

وقد سلك الحافظ هذا المسلك وهو يردُّ على الحافظ شرف الدين الدمياطي لأنه صحَّح حديث: "ماءُ زمزم لما شُرب له" (١) من طريق سويد بن سعيد، عن ابن أبي الموال، عن ابن المنكدر، عن جابر.

قال الحافظ في" التلخيص" (٢/ ٢٦٨):

"واغتر الحافظُ شرفُ الدين الدمياطى بظاهر هذا الإِسناد، فحكم بأنه على رسم الصحيح؛ لأنَّ ابن أبي الموال، انفرد به البخاريُّ، وسويد انفرد به مسلم، وغفل عن أن مسلمًا أخرج له ما توبع عليه، لا ما انفرد به، فضلًا عمَّا خولف فيه .... " اهـ.

أمَّا الاحتمالُ الذي أبداهُ الحافظُ - رحمه الله - في آخر بحثه، فلا يخفى ضعفُهُ وتكلُّفُه. وما فهمه النَّسائيُّ هو المتبادر عند أهل الفن، وإلَّا فيمكننا في كُلٍّ إرسالٍ، أو إعضالٍ أن نقول: لعلَّ الراوى سمع السند موصولًا، فحذفه اختصارًا! ولا يخفى فسادُهُ.

هذا، وقد استنكر العقيليُّ أيضًا العدد في حديث عائشة والله تعالى أعلمُ. وقد ذكر الحافظ ابنُ عبد الهادي حديث عائشة هذا في "المحرر" (رقم ٣٢) وقال: "له علَّةٌ مؤثرةٌ". =


(١) وهو حديثٌ صحيحٌ، سبق لي تصحيحُهُ في "فصل الخطاب بنقد المغنى عن الحفظ والكتاب" (ص ١٢٠ - ١٢٣) وأصله "جنة المرتاب" (٢/ ٤٤١ - ٤٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>