= * قُلْتُ: كذا قال ابنُ عبد البرِّ -يرحمه الله تعالى-!
وفي قوله نظرٌ من وجهين:
* الأول: أنَّ جعفرًا لم يوصف بسوء الحفظ، ولا بكثرة الغلط.
إنما قال البخاريُّ:
"يخالفُ في بعض حديثه".
وقال السعديُّ:
"روى أحاديث منكرة، وهو ثقةٌ متماسك".
فهذا لا يعطي سوء الحفظ ولا كثرة الغلط كما ادعى ابن عبد البر والقولُ فيه ما قال البخاريُّ رحمه الله. فإن خالف من هو أوثق منه ترجح عليه الخالف له، أمَّا إذا انفرد ولم يخالفهُ أحد فهو مقبولٌ، فإن توبع فذلك أقوى .. وقد توبع كما يأتي.
أمَّا قول الجُوْزجَاني:
"روى أحاديث منكرة".
فأظُنُّه يعني أحاديث في فضائل عليٍّ رضي الله عنه، وكان الجوزجاني يحمل على كل متشيعٍ، يدلُّ عليه آخر كلامه:"وهو ثقةٌ متماسكٌ" وناهيك بهذا التوثيق من الجوزجاني.
وقد زعم السيد صبحى البدرى السامرائى في مقدمته على كتاب "أحوال الرجال"(ص ١٦) أن الجوزجاني لم يكن ناصبيًّا، واستدلَّ على ذلك بأدلَّةٍ واهية علي التحقيق، سأناقشها -إن شاء الله- في ترجمة الجوزجاني من هذا الكتاب.
ولو سلَّمنا أن جعفر بن سليمان روى أحاديث مناكير -على الجادَّة من هذه الكلمة- فهذا لا يعطى سوء الحفظ ولا كثرة الغلط. =