= * قُلْتُ: فحاصل البحث أن الرواة قد اختلفوا على قتادة فيه على أربعة أوجهٍ، وقد مرّ وجه.
* الوجه الثانى: أنَّ معمر بن راشد رواه عن قتادة، عن النضر بن أنسٍ، عن أبيه أنس بن مالكٍ مرفوعًا به فجعل الحديث من "مسند أنس".
أخرجه الطبرانيُّ في "الدُّعاء"(ج ٢ / رقم ٣٥٥) من طريق عبد الرزاق، عن معمر.
قال البيهقيُّ (١/ ٩٦):
"قال الإِمام أحمد: هو وهمٌ".
وعلَّةُ ذلك أن قتادة بصريٌّ، ولما دخل معمر البصرة لزيارة أمِّه، لم يكن معه كتبه، فحدث من حفظه، فوقع للبصريين عنه أغاليط، كما يقول الذهبيُّ في "السير"(٧/ ١٢).
فهذا الحديثُ من أوهام معمر رحمه الله.
* الوجه الثالث: أن هشام الدستوائى يرويه عن قتادة، عن زيد ابن أرقم. فأسقط الواسطة بين قتادة وزيد.
وقتادةُ لم يدرك أحدًا من الصحابة إدراك سماعٍ إلا أنسًا كما قال الحاكمُ في "علوم الحديث".
* الوجه الرابع: يرويه سعيد بنُ أبي عروبة، عن قتادة، عن القاسم الشيبانى، عن زيد بن أرقم مرفوعًا به.
أخرجه ابنُ ماجة (٢٩٦/ ٢) والمصنف في "اليوم والليلة"(رقم ٧٧)، وأحمدُ (٤/ ٣٧٣)، والحاكمُ (١/ ١٨٧) وقد رواه عن سعيدٍ جماعة منهم: "عبد الأعلى بنُ عبد الأعلى، ويزيد بن زُريع، وأسباطُ بْنُ مُحمدٍ، وعبدُ الوهاب بنُ عطاء، وعبدة بنُ سليمان". =