"هكذا يقولُ مالكٌ في هذا الحديث: "إذا شرب الكلب"، وغيرهُ من رواة حديث أبي هريرة هذا بهذا الإِسناد وبغيره على تواتر طرقه وكثرتها عن أبي هريرة وغيره، كلُّهم يقول: "إذا ولغ الكلبُ"، ولا يقولون، "شرب الكلبُ"، وهو الذي يعرفه أهل الُّلغة" اهـ.
وقال الإِسماعيلي في "صحيحه" ما معناه:
"إن مالكًا قد انفرد عن الكُلِّ بهذه الَّلفظة".
وكذا قال ابنُ مندة.
* قُلْتُ: هذا يوهمُ أن أصحاب مالكٍ اتفقوا في رواية هذا الَّلفظ عنه، وليس كذلك.
فقد رواه روح بنُ عبادة (١)، عن مالكٍ بسنده سواء، فقال:
"إذا ولغ الكلبُ .. ".
أخرجه ابنُ ماجة (٣٦٤).
وتابعه إسماعيلُ بنُ عمر، عن مالك.
أخرجه الإسماعيليُّ في "صحيحه" -كما في "نصب الراية"(١/ ١٣٣) - من طريق أبي عبيد القاسم بن سلام، وهذا في "كتاب الطهور"(ق ٢٦/ ١). =
(١) تقدم أن روح بن عبادة رواه عن مالك بلفظ: "إذا شرب" عند ابن الجارود، وقد رواه عن روح على الوجهين محمد بن يحيى مما يدلُّ أنه تلقاهُ عن مالكٍ هكذا، وكذا تلقاهُ مالكٌ عن أبي الزناد، فكلا الَّلفظين صحيحٌ، وإذ كان لفظ الولوغ أشهر. والله أعلم.