والأصل في كان الدلالة على دَوام مضمون الجملة إلى زمن النطق بها دون تعرض لانقطاع، ولذا قيل في قول الله تعالى:(وكان الله على كل شيء قديرا) أي: لم يزل على كل شيء قديرا، ومنه قول الشاعر:
ولكني مضيت ولم أجَدِّف ... وكان الصبر عادةَ أولينا
ومثله قول الآخر:
وكنت إذا جاري دعا لمَضُوفةٍ ... أُشَمِّرُ حتى يُنْصِفَ الساقَ مئزري
فإن قصد الانقطاع جيء بقرينة، كقوله تعالى:(إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم) وكقول الشاعر:
وكانوا أناسا يَنْفَحُون فأصبحوا ... وأكثرُ ما يُعطُونك النَّظرُ الشَّزْرُ
وتستعمل بمعنى صار دالة على التحول من وصف إلى آخر، كقوله تعالى:(وبُسَّت الجبال بَسًّا* فكانت هباءً مُنْبثا * وكنتم أزواجا ثلاثة).
وكقول الشاعر:
بتَيهاءَ فَقْرٍ والمطيُّ كأنها ... قَطا الحَزْن قد كانت فِراخا بُيُوضُها
والأصل في: أضحى وأصبح وأمسى وظل النواقص الدلالة على ثبوت مضمونِ