للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجمل: وإنما قلنا البعض والكل. قال ابن خروف: ونصب الكل والبعض على تقدير: وإنما قلنا هاتين الكلمتين، لأنك تقول: قلت كلمة، كما تقول: "قلت قولا. والقول يقع على ما يفيد وعلى ما لا يفيد" انتهى كلامه.

قال الشيخ رحمه الله: وبنو سليم يجرون القول وفروعه مُجْرى الظن وفروعه في نصب المبتدأ والخبر، وفتح أنّ الواقعة بعده، فمن نصب المبتدأ والخبر على لغة بني سليم قول الراجز:

قالت وكنتُ رجلا فطينا ... هذا لعمر الله إسرائينا

فنصب إسرائين بقالت مفعولا ثانيا، وجعل هذا مفعولا أول، وإسرائين لغة في إسرائيل. ومن فتح أنّ بعد القول على لغة سليم قول الشاعر:

إذا قلت أني آيب أهلَ بلدة ... وضعت بها عنه الوّلِيّة بالهَجْر

هكذا أنشده أبو علي في التذكرة بالفتح على ما ذكرت لك. وهذا الاستعمال عند غير بني سليم لا يكون إلا في المضارع، المسند إلى المخاطب، مقصودا به الحال، بعد استفهام متصل، نحو قول الراجز:

متى تقولُ القُلُص الرَّواسِما ... يَحْمِلن أمَّ قاسم وقاسما

ومثله قول عمرو بن معد يكرب:

علام تقول الرمحَ يُثْقِل عاتقي ... إذا أنا لم أطعُن إذا الخيل كرّت

فلو انفصل الاستفهام بأنت ونحوه بطل الإلحاق ورجع إلى الحكاية، نحو: أأنت تقول: زيدٌ منطلق؟ فلو كان الفصل بظرف أو جار ومجرور لم يبطل الإلحاق،

<<  <  ج: ص:  >  >>