للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذُلّا إذا شَبّ العدَى نارَ حَرْبهم

وقُعودا يعلم اللهُ وقد سار الركبُ.

وقد يقوم مقام المصادر صفات مقصود بها الحالية على سبيل التوكيد نحو عائذا بالله من شرها، وهنيئا لك، وأقاعدا وقد سار الركبُ، وقائما علم الله وقد قعد الناس، فوقعت الصفات في مواقع المصادر لتضمنها إياها، وجعلت أحوالا مؤكدة لعواملها المقدرة واستغنى بها عن المؤكد، كما استغنى عن المصادر، ولا يستبعد كون الحال مؤكدة لعاملها مع كونه من لفظها، فإن ذلك واقع في أفصح الكلام، كقوله تعالى: (وأرسلناك للناس رسولا) وقوله تعالى: (وسَخَّرَ لكم الليلَ والنهارَ والشمسَ والقمرَ والنجومُ مسخَّراتٌ بأمره).

ومن نيابة الحال عن المصدر في الإنشاء قول عبدا لله بن الحارث السهمي من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.

ألحَقْ غذابَكَ بالقومِ الذين طَغَوا ... وعائِذا بك أن يَعْلُو فيُطْغُوني

أراد وأعوذ عائذا بك، فحذف الفعل وأقام الحال، كما كان يفعل بالمصدر لو قال عياذا بك. ومن نيابتها في التوبيخ قول الآخر:

أراكَ جمعْتَ مسألةً وحِرْصا ... وعندَ الحقِّ زَحّارا أُنانا

الأُنان: الأنين. والعامل فيه زحارا لأن زحَر قريب المعنى من أنَّ. ومن نيابتها في الاستفهام قول الذبياني:

أتارِكةً تَدَلُّلَها قَطامِ ... وضَنّا بالتحيّة والكَلامِ

فهذا كقولك أقائما زيد وقد قعد الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>