كما ذهب إليه ابن كيسان من الألف درهما والمائة دينارا. ويروى ما بين الستمائة إلى السبعمائة بجر مائة وفيه ثلاثة أوجه:
أحدها أن يكون أراد مئات على أن أبدل ثم استعمل المفرد مكان الجمع اتكالا على مفهم المعنى، كما قيل في قوله تعالى (إنّ المتقين في جنّات ونهر). والثاني أن يجعل الألف واللام زائدتين فلم يمنعا من الإضافة، كما لم تمنعا في قول الشاعر:
تُولي الضجيعَ إذا تنبَّه مَوْهنا ... كالأُقْحُوان مِن الرشاش المستقِي
الثالث أن يكون (أراد ما بين*) الست ست مائة. ثم حذف المضاف وأبقى عمله كقراءة بعض القراء (واللهُ يريدُ الآخرةِ) أي عرض الآخرة، فحذف المضاف وأبقى عمله. وحكى الكسائي أن من العرب مَن يُضيف العشرين وأخواته إلى المفرد منكرا ومعرفا، وإليه الإشارة بقولي. وربما قيل عشرو درهم وأربعو ثوب. وفسر بعضهم الثلاثة وأخواتها بمنصوب على التمييز كقولك لي خمسة أثوابا وهذا نظير قول الربيع:
إذا عاش الفتى مائتين عامًا
ونظير "ونحن ما بين الستمائةً" بالنصب.
واستغنى عن تفسير الواحد والاثنين، لأن الشيء إذا اقتصر على واحده أو مثناه عُرف جنسه فلذلك افتقر في الثلاثة فما فوقها إلى عدد مفسر، واقتصر على ذكر الواحد والمثنى فقيل: درهم ودرهمان، ولم يقل واحد دراهم، ولا اثنا دراهم،