يتكلم. لأن المعنى لا أسمع أحدا يتكلم. ذكره الفراء في كتاب "الحدّ". وقيدت المنفي بالمحض احترازا من أليس وما زال ونحوهما. وأشرت بشبه النهي إلى قول الفراء في كتاب الحد: لأضربنّ أحدا يقول ذلك، وساقه سياقا يشعر بشهرته. والمعنى فيه لا يقل أحد ذلك. وأجاز المبرد إيقاعه في الإيجاب المراد به العموم نحو كل أحد. ومنع ذلك غيره، ذكر ذلك السيرافي في باب "كان" من شرح الكتاب. ويساوي أحدا في جميع ما نُسب إليه عريب وما ذكر بعده. ومن شواهدها قول الشاعر:
ليتَ هذا الليلَ شَهْرٌ ... لا نرى فيه عَريبا
ليس إيّايَ وإيّا ... كَ ولا نخشى رقيبا
وقول العجاج:
وبلدةٍ ليس بها طُورِيُّ ... ولا خلا الجن بها إنْسيُّ
ويروى طوئي. ومن شواهد إرم:
تلك القرونَ ورِثنا الأرض بعدهم ... فما يُحس عليها منهم أرم
وأنشد ابن الأعرابي:
يمينًا أرى من آل شيْبان وابِرا ... فيفلت منّي دون مُنْقَطَع الحبل
وأنشده غيره:
أجدَّ الحيُّ فاحتملُوا سراعا ... فما بالدار بعدهم كتِيعُ
ومثال ما أغنى فيه نفي ما بعد أحد عن نفي ما قبله لتضمن ضمير أحد قول الشاعر: