مازِلتُ أبسُطُ في غَضّ الزَّمان يدًا ... للناس بالخَيْر من عَمْرو ومن هَرِم
ويجب تقديم "من" والمفضول إن كان اسم استفهام، أو مضافا إليه نحو: مِمن أنت أحلم، ومن أيّ رجل أنت أكرم، وممّ قدّك أعدل، ومن وجه من وجهك أجمل. ذكر هذه المسألة أبو علي في التذكرة وهي من المسائل المغفول عنها. فإن كان المفضول غير ذلك لم يجز تقديمه إلا في نادر من الكلام كقول ذي الرمة:
ولا عيبَ فيها غيرَ أنَّ سَريعها ... قَطوفٌ وألّا شيءَ منهنّ أكْسَلُ
وكقول الآخر:
وقالت لنا أهلا وسهلا وزوّدت ... جنى النحل أو ما زودت منه أطيبُ
وقد يفصل بين أفعل ومن، بلو وما اتصل بها كقول الشاعر:
ولَفُوكِ أطْيَبُ لو بَذَلْتِ لنا ... من ماءِ مَوْهبة على خَمْر
ولا بد من كون المفضول مشاركا للمفضل فيما ثبت فيه التفضيل فيقال: الخبز أغذى من السويق، والعسل أحلى من التمر. ولا يقال: الخبز أغذى من الماء، ولا الماء أروى من الخبز. فإن ورد لفظ التفضيل دون ظهور مشاركة قدّرت المشاركة بوجه