للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أتتني أحاديثُ البَعيث ودُونهُ ... زَرُودُ فشاماتُ الشقيقِ إلى الرَّملِ

زرود لبني مجاشع، بين الثعلبية والأجفر، ليس لهم بالتربة ماء غيره، من طريق الكوفة. والشقيقة

الجدد بين الرملتين وربما كان أميلاً.

فقُلتُ أظنَّ أبنُ الخَبيثةِ أنني ... شُغِلتُ عن الرامي الكنانَةَ بالنَّبِلْ

يريد بهذا جريراً بهجاء البعيث وغيره، كما صنع صاحب الكنانة؛ وهو أن رجلاً من بني أسد،

ورجلاً من بني فزارة، كانا راميين، فالتقيا، ومع الفزاري كنانة جديد، ومع الأسدي كنانة رثة، فلم

يدر الأسدي كيف يأخذها من الفزاري، فقال له الأسدي أنا أرمي أو أنت؟ قال الفزاري: أنا أرمى

منك، أنا علّمتك الرمي، فقال له الأسدي: فاني أنصب كنانتي، وتنصب كنانتك، حتى ترمي فيهما.

فنصب الأسدي كنانته في خطر قد سمياه، فجعل الفزاري يرميها فيُقرطس، حتى أنفذ سهامه، كل ذلك

يصيبها ولا يخطئها. فلما رأى الأسدي أن سهام الفزاري قد نفدت، قال: انصب لي كنانتك حتى

أرميها، فنصبها له فرمى نحو الكنانة، ثم عطفه وسدده نحو حتى قتله، فضربه الفرزدق مثلا.

فإنْ يكُ قيدي كانَ نَذراً نَذرتُهُ ... ما بي عن أحسابِ قوميَ مِن شُغلِ

أنا الضامِنُ الراعي عليهِم وإنما ... يُدافِعُ عن أحسابِهم أنا أو مثلي

ولو ضاعَ ما قالوا أرعَ مِنَّا وجَتَهُم ... شِحاحاً على الغالي منَ الحسَبِ الجَزلِ

يقول: لو ضيعت أنا أحسابهم فلم أرعها لم يضيعوها. والجزل الضخم.

إذاً ما رَضُوا مني إذا كنتُ ضامناً ... بأحسابِ قومي في الجبال أو السهل

<<  <  ج: ص:  >  >>